العيــون البريــئة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العيــون البريــئة

منتدى شـــامل ومتنوع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نريد نصيبا من ذالك الحب المبرح............

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابويوسف

ابويوسف


عدد الرسائل : 134
تاريخ التسجيل : 01/05/2008

نريد نصيبا من ذالك الحب المبرح............ Empty
مُساهمةموضوع: نريد نصيبا من ذالك الحب المبرح............   نريد نصيبا من ذالك الحب المبرح............ I_icon_minitimeالخميس يونيو 26, 2008 10:59 pm

" نريد نصيباً من ذاك الحب المباح
"

بقلم/ عماد زيد
صحفي فلسطيني


علاقاتي بها بدأت منذ زمن بعيد منذ أبصرت عيناي أحجار مسجدها العتيق وأسرجته الكازية اللامعة .. ومضيت وحبي يزداد لها مع كل تكبيرة أذان أسمعها .. أتلهف شوقاً لأٌسمعها صوتي لعلي أفوز بأن أكون رفيقها إلى أن ألقى ربي .. لم أتأخر عن ذلك أبداً وبدأت أسعى إليها بكل ما أملك .. فسارعت بخطواتي نحوها بعد أن سننت حنجرتي النديّة لأنطلق بها مكبراً بخشوع وتدبر "الله أكبر .. الله أكبر" لأٌعلن للناس جميعاً بأن وقت فرضكم قد حان.

لم يدر بخلدي يوم أن ذاك الوسام الرفيع والشرف العالي سيبقى معلقاً كالقلادة الماسية على صدري أباهي به الخلق على مدار اثنان وثلاثون عاماً غير أن فرحي يزداد يوماً بعد يوم بأنني لازلت على عهدي يزداد بعد أن طبع الله على قلبي الأذان وأصبحت بصمة صوتي واحدة لا تتغير منذ أن عرفت الطريق إلى مسجدنا الأثري العتيق "كاتب ولاية" وإلى مئذنته الشاهقة الجميلة التي يصلى الناس إليها مع كل تكبيرة تخرج من بين أحجارها الطوبية الحمراء.

"أبو العبد" ثلاثة وخمسون مضت من عمري وأنا لا زالت أسكن بجوار ذاك المسجد الطيب, أحببته كحبي لأحد أبنائي غير أن مئذنته كانت أكثر ما أحب فيه بجمالها الأثري إلى أن أصبحت علاقتي بها علاقة روحانية أبدية لا يفرقنا سوى موتي أو هدمها – لا قدر الله – غير أن موتي أهون عليّ بأن أراها مهدمة أو قد مسها شرُ قط.

لا أبالغ إذا ما قلت بأن لحظات حبي لها تتقارب .. وتتسارع معها دقات قلبي بألا يسرق حبها مني أحد حتى لو كان ذاك الأحد هو ابني ومن صُلبي, كانوا يزاحمونني على حبها ويتمنون مرافقاتها بأذان واحد في اليوم ولسان حالهم يقول :" نريد نصيباً من ذاك الحب المُباح" وكنت بالتأكيد أرفض ولكن في أحيانٍ نادرة كنت أستجيب لطلبهم غير أنني أكون حزيناً في تلك اللحظات كما لو أني انقطعت عن أحد فروضي, ولكن سرعان ما أستعيد بسمتي بأذان آخر.

أيها المئذنة الحبيبة العتيقة .. اشهدي بأنهم خيروني في أحد الأيام بين حبك والأذان وبين الوظيفة والجاه والمال .. ماذا تريني اخترت, فو الله لو خيروني بين ملك الدنيا وبين أن أستمر في علاقتي وأذاني من خلالك أيتها الحبيبة ... فهنا يعجز لساني عن الإجابة !! إليك أنت لتفصحي عما يجول بصدري وبقلبي ولا تتحدثي بكلمات كثيرة واعلمي أن علاقة الروح لا ينزعها إلا موت الروح .. وأخبريهم مع تكبيرة أذان ومع كل طقوس صلاة بأن كل ذرة تراب في أحجارك الطوبية العتيقة حفظت صوت أذاني العجمي, ففي كل يوم خمس مرات شاهدة من أذان الفجر إلى أذان العشاء.

مئذنتي .. ترى هل يعرف الناس شعوري وأنا أطلق أذاني عبرك يا حبيبتي, أكاد أجزم أنهم لا يعلمون شيئاً عن هذا الشعور فلو علموا به وأيقنوه لنازعوني على الأذان في كل صلاة وقد تصل بهم الحال لأن يقاتلونني عليه .. يااااه إنه شعور رائع جميل فو الله لا يضاهيه شعور بهذه الدنيا الفانية لأن الأذان في مسجدنا العتيق يدخلني في عالم آخر بعيد عن كل ملذات الدنيا الفانية.

ويبقى عهدي ووعدي ما دمت حياً بألا أفارق ذاك المنصب الخالد الذي منحني إياه حبك أيتها المئذنة الخالدة بخلود الأذان, ولكن ما يحزنني بأني سأفارقك في أحد الأيام وسأرحل عنك ولن تسمعي صوتي بعدها ليس ذلك من نفسي ولا خلفاً لوعدي الذي قطعته على نفسي ولكني مجبر بأن أرحل كما رحلوا من قبلي إلى هناك حيث لا أذان ولا دعاء ولا صلاة, سأرحل محبوبتي كما رحل بلال بن رباح ذاك المؤذن المشهور الذي عرفته كل مآذن الدنيا قبل أن تعرفيني, ولكن .. تُرى لو أجازوا لي بأن أُدفن تحت تربتك الحناوية فهل تأذني لي بذلك ؟!! .. أعتقد أن الحب الذي طالت أيامه وآذانه بيني وبينك لم يمنعك بأن تجيبي بتكبيرة حزينة على الفراق مرحبة بقدومي ولكن بشكل مختلف هذه المرة.
أيا مئذنتي الجميلة .. ترى لو طلبوا مني أن أكشف عن حالي بعد رحيلي عنك .. فماذا تتوقعين أن أكون فاعلاً فلن أجد غير البكاء على فراقك .. ولكن لا تحزني فأحبابي وأحباب بلال بن رباح كُثر وهذه هي سنة الحياة.

وتبقى وصيتي من بعد رحيلي لأبنائي وأحفادي بألا يتركوا طريق العشق الروحاني الأبدي الذي خطوته بصوتي قبل قدامي, وأن يتعلموا من مدرسة الحب الذي تعلم فيها جدهم وأباهم وأن يشقوا مشوارهم من أول يوم بألا يسرق أحد هذا المنصب الذي يضاهيه منصب دنيوي.

وأخيراً .. ربما عملت جاهداً بنفسي لأصل لذلك المقام بأن أبقى مؤذناً طوال حياتي, لكن هذا لم يأتيني هكذا ولكن كان من دافع حبي لأن أكون من أصحاب النور والرقاب الطويلة بطولك أيها المئذنة الحبيبة كما وعد نبينا الكريم – صلى الله عليه وسلم – لذا أسأل الله بأن أنول ما كنت أسعى وأن نشرب جميعاً شربة ماء من يد حبيبنا النبي لا نظمئ بعدها أبداً بإذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Red.Genie
Admin



ذكر
عدد الرسائل : 144
العمر : 115
تاريخ التسجيل : 28/05/2008

نريد نصيبا من ذالك الحب المبرح............ Empty
مُساهمةموضوع: رد: نريد نصيبا من ذالك الحب المبرح............   نريد نصيبا من ذالك الحب المبرح............ I_icon_minitimeالجمعة يوليو 04, 2008 11:07 pm



الأخ الحبيب أبو يوسف


فعلا مقالة رائعة وكلمات ذات معنى أروع، ثبتنا وأياكم الله على الدين الحنيف.


الآذان للصلاة، والصلاة خير الأعمال، وبها نسلك طريق الإيمان.

بارك الله فيك وجزاك الله عنا كل خير



تقبل تحياتي ومروري المتواضع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نريد نصيبا من ذالك الحب المبرح............
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثمن الحب ....!!!
» دروس في الحب
» مدينة الحب !!!
» ؛؛[[قصة الحب والجنون]]؛؛
» للصبايا كيف تعرفي ان اخوك واقع في الحب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العيــون البريــئة :: القصص والروايــات-
انتقل الى: