ابويوسف
عدد الرسائل : 134 تاريخ التسجيل : 01/05/2008
| موضوع: ايقنو ان الحياة حلوة الإثنين مايو 05, 2008 5:04 pm | |
| لقد أيقنت أن الحياة حلوة ، الحياة جميلة ورائعة ، وفيها من الأنس والسعادة الشيء الكثير .
نعم .. الحياة نقاء وحب وصفاء .
الحياة تضحية وبذل وعمل .
الحياة شعور بالوجود .
الحياة تعطيك كما تعطيها .
كم من أناس عاشوا الحياة سعيدة ،وكم من آخرين عاشوها تعيسة . أقول وأنا موقن بذلك : أن السعادة ليست في الراحة الجسدية وتوفر المال ، والانعزال والوحدة دون مشاركة الآخرين العيش وأكداره . وليس الشقاء والتعاسة في كثرة الأعمال وقلة ذات اليد ، وكثرة الناس الذين يشاركونك الحياة وحلاوتها. بل الحياة سعادة في أن تكون أنت السعيد ، وأنت الذي تحاول أن تعيش كل دقائق الحياة وأن تكون أنت الذي تتحكم في عيشك وليست الدنيا هي التي تتحكم فيك وتسيرك كما تكون ظروفها . أنت من يسعد الحياة وأنت من يشقيها .
ولا تحسب إن قمت بواجبك أنك ستأخذ من وقت راحتك .. أبدا ، بل أنت تريح نفسك عندما توظفها في أي عمل . فالذي لا يقوم بواجبه لن يستلذ بطعم الحياة .بل أنه لن يعرف كثيرا من المعاني الرائعة من أسرار الحياة ، لن يعرف الحب ولا التضحية ولا الإيثار ولا العاطفة ولا الأصدقاء ولا الخلان ولا .. ولا ... هناك أشياء كثيرة تكسبك استمتاعا بنفسك التي بين جنبيك ، لا تملكها أنت بل يملكها غيرك ، فإن لم تشاركهم الحياة لتعطيهم حقوقهم ؛ لن تحصل على حقوقك أبدا ، ولن تستمتع بكثير من المعاني الجميلة للحياة.
أنت من يسعد نفسك وأنت من يشقيها .
واعلم أن الحياة لا تصفو لأحد أبدا ، فإن عشت هذا المفهوم للحياة وتمثلته في كل أمورك ، ستستقبل كل أكدار الحياة بنفس راضية مطمئنة ، لأنك قد أعددت لكل أمر عدته ووطنت نفسك أن تسعد دائما في السراء والضراء ، فأصبحت ترى أن كل أمر لابد أن يكون به جانب من الخير فتكون قد نظرت له من زاوية النور لا الظلام . فانعكس على نفسك نور هذه الرؤية فأحسست بلذة الحياة .
وكل ألم ينقلب إلى أمل .. إن أردت أنت ذلك .
فإن كنت تملك جمالا في نفسك ونظرتك للحياة استطعت بحلاوة هذه الروح أن تحول كل مرارة إلى حلاوة . وكم أنت سعيد إن فهمت معنى الحب ؛ فكل السعادة منبعها الحب ؛ وكل الجمال منبعه الحب ؛ وكل الخير منبعه الحب . وضع نصب عينك أنك لن تتمتع بالسعادة إن كنت أنانيا تحب أن تعيش الحياة لوحدك !! فالحياة السعيدة مشاطرة بين الأحباب ، أنت تعطي من تحب ، ومن تحب يعطيك ، لهذا لم تكن أنت الوحيد في هذه الدنيا ، فقد خلق الله معك آخرين .
لماذا أنت تحب وتشتاق وتعشق ؟؟ ولماذا أنت تكره وتبغض ؟؟ لأن لك روحا تتأثر بالمحيط الخارجي . فأنت جزء ولست كل .
ما أجمل الحياة وما أروعها عندما يجمعك الحب بأناس رائعين ، كلما تذكرتهم ازددت جمالا ونشاطا ، ما أبهى هذه المعيشة الهانئة التي تشارك فيها هؤلاء الأطهار ، إن قابلتهم أزهرت حدائق صدرك ، وإن غبت عنهم امتلأت صحائفك بدعواتهم .
هكذا فلتكن الحياة ، هكذا فلتحاول أن تجعلها ، أنت الذي تفعل ذلك.
واعلم أن الذين في بؤس وشقاء .. هم الذين اختاروا ذلك لأنفسهم ، لم تختر الدنيا لهم ذلك ولم تجبرهم عليه . فعجبا لأمر المؤمن ! أمره كله له خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له . ولكن الذي يجعلك تتكسر ألما ، وتشهق حزنا ، وتذوب حرقة وولعا ، أن يجبرك الزمان على فراق هؤلاء الأصفياء . وأن تعود إلى بناء حياتك من جديد في كل مرة ، كل ما بدأت ترى نور الأمل يشرق على قارعة طريقك الطويل الشاق ، رأيت الأحبة يطفئون ابتسامتك العريضة في محياك ، ويقتلونها في مبسمك ، وعلى شفتيك يسيل دمها النقي الطاهر . وخنجرهم البعد .. والسفر إلى عكس اتجاهك بالكلية .. حتى لا تأمل في إشراقة طلعتهم مرة أخرى ، فترى ذلك النور الذي أضاء دربك يتلاشى أمام ناظريك وأنت تصرخ بأعلى صوتك .. خذوني .. لا أستطيع أن أبقى وحيدا .. !! ولكن هيهات !! سيرجع إليك صدى صوتك ، نعم سيرجع هو إليك .. ولكنه قد تشوه بألم الفراق..
هكذا عشت آخر سنوات حياتي .. كلما قلت اجتمع شتات نفسي .. مزقني الفراق مرة أخرى وبعثر أوراقي .. كلما نبت لي قلب صغير أعطيته لمن أحب .. ولكني سرعان ما أتفاجأ به يأخذه معه إلى بعيد .. إلى حيث المجهول .. هناك حيث سيبقى مع قلبي .. ويعيشان في سعادة ومحبة ووئام .. دوني !! | |
|