Admin Admin
عدد الرسائل : 225 العمر : 39 الموقع : https://a7la3yoon.ahlamontada.net تاريخ التسجيل : 30/04/2008
| موضوع: |--*¨®¨*--|لا ضــاقــ صــدركــ تــعــال!|--*¨®¨*--| الأربعاء يونيو 25, 2008 2:49 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم :
سمعت من صديقك كلمة في المجلس فأحسست أنَّ فيها إهانة لك , فسكت ولم ترد , فذهبت للبيت لتنام , فلم تذق طعم المنام وقضيت تلك الليلة تتقلب على فراشك من الألم والضيقة وكأنَّ جبلاً جاثمٌ على صدرك من حرِّ ما تجد ! جرحك أبوك بتصرف ما , فأصبح صدرك ضيقاً كأنما يصَّعدُ في السماء ! تكالبت عليك المصائب من حيث لا تشعر في علمك وأقلقك وجود موظف ما وأزعجتك تصرفاته وأحسست بهم على قلبك جاثم بسبب ذلك الموظف ومناصريه ! ضايقك الطالب أكثر من مرة في أكثر من موقف ولم ترد عليه وجعلك سكوتك محط سخرية وأضف إلى ذلك أنك نسيت طعم النوم والراحة وصدرك ضايق بذلك ! ما رأيكم لو قلبنا تلك الهموم المتناثرة على الصفحة التي أمامكم إلى سعادة . وقلبت لكم تلك الجراح والأتراح إلى استئناس وأفراح ! قال صلى الله عليه وسلم { الله إذا أحبَّ العبد , ابتلاه } , فالله يبتليك في نفسك وزملائك ورفاقك وأهلك وفي كل ماتملك , فعليك بمعرفة هذا الأمر حقَّ المعرفة . وتذكر بأنَّ هذا الأمر قد كتبه الله عليك من قبل خلق الخلق في أزمان , وأنت مضغة في بطن أمك كتب بأن تُجرح من فلان , وكتب بأن تقرأ هذا المقال , وكتب هل سيزيح هذا المقال عنك همومك أم لا ! إن الإسلام هو : الإستسلام لما أمر بهِ الله سبحانه وتعالى وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه . وإنَّ الإيمان بالقدر : الإستسلام لما قدَّر الله لك كان خيراً أو شر من غير جزع ولا سخط ! انظر إلى موسى عليه السلام , قتل نفساً منتصراً للذي من قومه , فلما استصرخه مرةً أخرى أراد موسى أن ينصرهُ فخاف الرجل وقال { يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالإمس ! إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين !!!!! } . فأنكر ذلك الرجل موسى !!! ثم أتاه رجل صالح وقال له { إن الملأ يأتمرون بكَ ليقتلوك , فاخرج إني لك من الناصحين } انظر إلى الهمَّ العظيم الذي حط على موسى وعلى صدرهِ !!! فماذا كان بعد ذلك , فخرج منها خائفاً يترقب !!! وقال رب نجني من القوم الظالمين , يعني الأمر جِدُّ عظيم على موسى , فذهب ووجد القوم يردون الماء فسقى لبنات شعيب ثم ذهب إلى ظل الشجرة وجلس وقال { رب إني لما أنعمت علي من خير فقير } قمة التذلل والخضوع رغم أنَّ المصيبة عظيمة والخطب عظيم !! وهنا سؤال , هل موسى يُحبه الله أم لا رغم تلك المصائب والهموم والإختبارات !!! وانظر معي إلى إبراهيم , وكيف كان في قمة الإبتلاء وذروتهِ !! وهو مُلقى إلى النار التي تقتل كل طيرٍ فوقها , فيأتيه جبرائيل فيقول , هل من شيء ! يعني هل تريد شيء يا إبراهيم , فيرد عليه إبراهيم ويقول : إما إليك فلا , وأمَّا إلى الله فنعم , حسبي الله ونعم الوكيل !!! انظر عِظَم الإبتلاء وقوتهِ !! انظر كيف يأتي أبيه الكافر آزر ويقول { أراغبٌ أنت عن آلهتي يا إبراهيمُ لئن لم تنتهِ لأرجمنَّك واهجرني ملياً } !!!!! تخيل معي الموقف , أبوك والعياذ بالله كافر , ويأمرك بالكفر , ثم يطردك , ويرجمك , ويهجرك , فيقيدك وقومه , فيقذفك في النار , وكل هذا لأنك قلت { اعبدوا الله ما علمت لكم من إله غيري } . لو قمت بسرد الأمثلة من هؤلاء النفر الصفوة , لما انتهى الحال بنا , ولكن الصبر عندهم يفتت المصائب تفتيتا . فإن الصبر هو مفتاح الكروب : إن الصبر قواعد أي بنيان , وإن الحياة هي الجدران , وإن السقف الأعلى لهذا البنيان هو الإيمان , فلا يقوم بيت إلا بسقف { إيمان } , ولا يتجلد السقف إلا بقواعد راسخة { الصبر } , والحياة تحيط هذا وذاك ! الصبر عدة العاقلين , والحياة مليئة بالمصاعب والمتاعب , فاليوم تعيش فرحاً , وغداً حزناً ومصيبة , وبعده يتغير الحال , وأنت على الدوام من حالٍ إلى حال ! قال تعالى { كل نفس ذائقه الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنه والينا ترجعون } .سورة الانبياء أية (35) فالله قرن لك الخير والشر , لأنك لا تعلم هل في الخير خير لك , أم الشر خير لك ! فبعض البشر إن أحبه الله ابتلاه بالشر والمصائب , فيصبر ويكون خيراً له . وبعض البشر يبتليه الله بالشر بغضاً له , ليسخط بعد ذلك فيزداد بعداً عن ربهِ ويزداد شراً فوق شر ! وبعض البشر يُحبه الله فيُعطيه من الخير ليُصلح حاله ويزداد شكراً وإيماناً ويُنفق ممَّا آتاهُ الله من فضله , كعثمان بن عفان رضي الله عنه , فهو غني المال وأنفق ماله في سبيل الله , ولا يخفى عليكم الصديق أيضاً الذي أنفق ماله كله في سبيل الله , فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا تركت لأهلك ! فقال تركت لهم الله ورسوله ! وبعض البشر يُبغضه الله فيرزقه المال والخير ليزدادَ طغياناً وتجبراً وكفراً , ولا يكون ذلك إلا استدراج من الله سبحانه وتعالى { سنستدرجهم من حيث لا يعلمون , وأملي لهم إن كيدي متين } . فهذه أحوال العباد , فسؤالي لكَ الآن بعد المصائب التي توالت عليك وضيق الصدر والهم الذي حط رحاله على صدرك : من أي الأصناف أنت , هل من الذين يُحبهم الله ليبتليهم فيصبروا , أو يبتليهم فيجزعوا ! أختم بجوامع الكلام , والحاشر والماحي وأحمد وسيد الأولين والآخرين , صلى الله عليه وسلم قال { أمر المؤمن كلهُ خير , إن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له , وإن أصابتهُ سرَّاء شكر فكان خيراً له , ولا يكون ذلك إلا للمؤمن } !! وللفائدة إخوتي الأفاضل هناك فرق بين الهم والغم والحزن : فالهم هو الأمر الذي تستقبله . والغم هو الأمر المؤلم الذي تعيشه . والحزن هو الشيء المؤلم الذي مضى . .................................................. ..
| |
|